جدل حول فتوى سعودية قديمة.. والأوقاف ترد بتوضيح رسمي حول ديانة المصريين…

جدل حول فتوى سعودية قديمة.. والأوقاف ترد بتوضيح رسمي حول ديانة المصريين القدماء وربطها بالمتحف الكبير
منى توفيق
في 9/11/2025 – 08:11 ص
تُعد الشعائر التي تنظم علاقة الإنسان بالخالق جزءًا أصيلًا من التراث الروحي والحضاري للمجتمع المصري عبر العصور، إذ حافظت الأجيال المتعاقبة على أداء الفروض التعبدية بما يعكس عمق الوعي الديني وامتداد الجذور الثقافية في أرض الكنانة.
بيان لتصحيح المفاهيم حول تاريخ الإيمان في مصر القديمة
ذكرت وزارة الأوقاف في بيانها الرسمي أن تعميم وصف المصريين القدماء بالكفر أو الوثنية يُعد “جهالة عظيمة”، موضحة أن تلك الفكرة “عدائية للحضارة المصرية العريقة”.
وأشارت إلى أن مصر عرفت التوحيد منذ العصور السحيقة، مؤكدة أن التاريخ الديني لها لا يمكن فصله عن الرسالات السماوية التي توالت على أرضها.
وجاء في البيان:
“إن القول بأن المصريين القدماء لم يعرفوا التوحيد إلا بعد رسالة سيدنا موسى عليه السلام، يُعد قولًا باطلًا يخالف ما أثبته التاريخ والدين، إذ شهدت أرض الكنانة وجود أنبياء عدة دعوا إلى عبادة الله الواحد القهار منذ آلاف السنين.”
أنبياء وأولياء مرّوا بأرض مصر
استعرض البيان أسماء عدد من الأنبياء الذين عاشوا أو مرّوا بأرض مصر، مثل: شيث بن آدم، إدريس، إبراهيم، يوسف، الأسباط، أيوب، ذو القرنين، الخضر، ولقمان، عليهم السلام جميعًا.
وأكدت الوزارة أن وجودهم في مصر دليل على أن رسالة التوحيد لم تنقطع عنها، مستشهدة بقوله تعالى:
{وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24]
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ} [يونس: 47].
مصر بين التاريخ والدين
أوضحت الوزارة أن دراسة النصوص الدينية والتاريخية تُظهر أن مصر لم تكن دار وثنية مطلقة، بل شهدت فترات من التوحيد والعبادة الخالصة لله، وخصّت بالذكر عصر الملك إخناتون الذي دعا لعبادة إله واحد.
وأضافت أن هذه الحقائق تُبرز عمق الجذور الدينية في الحضارة المصرية، وأن وصف المصريين القدماء جميعًا بأنهم مشركون “تعميم غير منصف ولا يستند إلى دليل”.
الجدل يتجدد مع اقتراب افتتاح الصرح الأثري الجديد
تزامن البيان مع حالة من الجدل على مواقع التواصل عقب إعادة تداول فتوى قديمة لمفتي السعودية الجديد حول زيارة المعابد والآثار الفرعونية، بالتزامن مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير بعد أكثر من عقدين من العمل، والذي يُعد من أضخم الصروح الثقافية في العالم، ويجسّد امتداد التاريخ المصري منذ فجر الحضارة.
خلاصة البيان الرسمي
اختتمت الأوقاف توضيحها بالتأكيد على أن الحضارة المصرية لم تنفصل عن جذورها الإيمانية، وأنها حملت في طياتها رسائل التوحيد منذ أقدم العصور، مستشهدة بالقرآن الكريم والسجلات التاريخية التي تؤكد أن مصر كانت أرض الأنبياء والرسل والدعوات السماوية.