خطوة تاريخية في وول ستريت.. «ناسداك» تتجه لتداول شبه متواصل للأسهم
بورصة

خطوة تاريخية في وول ستريت.. «ناسداك» تتجه لتداول شبه متواصل للأسهم
أحمد سالم
الثلاثاء 16/ديسمبر/2025 – 08:34 ص

بورصة «ناسداك»
whats
facebook

twitter

rss feed
تسعى بورصة «ناسداك»، ثاني أكبر بورصة للأسهم في الولايات المتحدة، إلى تمديد ساعات التداول اليومية لتصل إلى 23 ساعة خلال أيام العمل الأسبوعية، في خطوة تعكس التحول المتسارع في أسواق المال العالمية، وتزايد الطلب على التداول خارج الإطار الزمني التقليدي للسوق الأمريكية.
ووفقاً لطلب رسمي تقدمت به الشركة المشغلة إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، تهدف «ناسداك» إلى إضافة جلسة تداول ليلية جديدة تمتد من الساعة التاسعة مساءً وحتى الرابعة صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، لتُضاف إلى جلسات التداول الحالية قبل الافتتاح وخلاله وبعد الإغلاق.
الأسواق الأمريكية بين تباطؤ سوق العمل وضغوط الأسعار قبل بيانات حاسمة
بيتكوين تفقد 30% من قيمتها منذ الذروة التاريخية مع تصاعد الضغوط البيعية
وأكد تشاك ماك، نائب الرئيس الأول للأسواق في أميركا الشمالية لدى «ناسداك»، أن هذه الخطوة تعكس توقعات المستثمرين العالميين بالحصول على فرص الوصول إلى الأسواق الأميركية وفق مناطقهم الزمنية المختلفة، دون الإخلال بنزاهة السوق أو كفاءة التسعير، مشيراً إلى أن التوسع في ساعات التداول بات ضرورة في ظل العولمة المتزايدة للاستثمار.
ويأتي هذا التوجه في وقت تتنامى فيه شهية المستثمرين لتداول الأسهم الأميركية خارج الساعات التقليدية، التي تمتد من 9:30 صباحاً حتى 4 مساءً بتوقيت نيويورك، خاصة من قبل المستثمرين في آسيا وأوروبا، الذين يتأثرون بالأحداث الاقتصادية والسياسية العالمية التي قد تقع خارج توقيت عمل السوق الأمريكية.
وتستهدف «ناسداك» إطلاق خدمة التداول الممتد في وقت مبكر من الربع الثالث من عام 2026، شريطة الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة، والانتهاء من تحديث أنظمة البنية التحتية، إلى جانب التنسيق مع باقي أطراف منظومة السوق، بما في ذلك جهات المقاصة ومزودي بيانات السوق.
ولا تُعد «ناسداك» الوحيدة في هذا المسار، إذ أعلنت بورصات أميركية أخرى عن خطط مماثلة، من بينها بورصة نيويورك، التي تخطط لتمديد التداول إلى 22 ساعة يومياً خلال أيام الأسبوع. وقد حصل هذا المقترح بالفعل على موافقة أولية من هيئة الأوراق المالية، بانتظار إدخال تحديثات تقنية على أنظمة بث البيانات.
ويتطلب تطبيق التداول شبه المتواصل مشاركة جهات محورية في السوق، أبرزها شركة «ديبوزيتوري ترست آند كليرينغ كورب» المسؤولة عن عمليات المقاصة والتسوية، والتي أعلنت عزمها بدء مقاصة تداولات الأسهم على مدار 24 ساعة، خمسة أيام في الأسبوع، بحلول الربع الثاني من عام 2026.
كما تقدمت لجان تشغيل مزودي معلومات الأوراق المالية، التي توفر الأسعار الفورية وبيانات التداول، بخطط لتمديد ساعات عملها، لضمان استمرارية تدفق البيانات ودقتها خلال فترات التداول الممتدة.
ويعود انتشار التداول خارج الساعات التقليدية إلى فترة جائحة كورونا، عندما سعى المستثمرون إلى التفاعل الفوري مع الأخبار والتطورات المفاجئة في الأسواق. ومنذ ذلك الحين، بدأت شركات وساطة مثل «روبن هود ماركتس» و«إنتراكتيف بروكرز» في إتاحة التداول على مدار 24 ساعة عبر منصات بديلة خارج البورصات التقليدية.
ورغم الزخم الإيجابي حول هذه الخطوة، لا تزال وول ستريت منقسمة بشأن آثارها المحتملة. فبينما يرى مؤيدوها أنها تعزز مرونة السوق وتزيد من جاذبية الأسهم الأميركية عالمياً، يحذر منتقدون من تراجع جودة التداول بسبب انخفاض السيولة في بعض الفترات، ما قد يؤدي إلى تسعير أقل دقة وتقلبات أعلى.
ويبقى التساؤل مطروحاً حول ما إذا كان المستثمرون المؤسساتيون سيعتمدون بشكل أوسع على التداول خارج ساعات الذروة التقليدية، أم أن النشاط سيظل متركزاً حول جرس الافتتاح والإغلاق، كما هو الحال تاريخياً.
whats
- ناسداك
- وول ستريت
- التداول الممتد
- ساعات التداول
- الأسهم الأميركية
- هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية
- التداول الليلي
- بورصة نيويورك
- الأسواق العالمية
- البنية التحتية للأسواق المالية