سر “الواي فاي” وممثلة هوليود.. ولماذا سمي “البلوتوث” بهذا الاسم الغريب؟ حكاية تكنولوجية ستدهشك!

هل تخيلت يوماً وأنت جالس على أريكتك تستخدم الإنترنت أو تربط سماعتك بهاتفك، أن وراء هذه التكنولوجيا قصصاً أغرب من الخيال؟ هل تعلم أن إحدى هذه التقنيات ترتبط بممثلة هوليوودية، وأخرى تحمل اسم ملك فايكنج عاش قبل ألف عام؟

نستخدم كلمات مثل “واي فاي” و“بلوتوث” كل يوم تقريباً، دون أن نعرف الرحلة العجيبة التي مرت بها هذه الابتكارات حتى وصلت إلى جيوبنا. هيا نبدأ الحكاية…

القصة التي لا يعرفها الكثيرون: كيف ساهمت ممثلة هوليوود في تطوير الاتصالات؟

عندما تسمع باسم هيدي لامار، تتوقع أن تكون القصة عن نجمة سينمائية لامعة… لكن الحقيقة أنها كانت أيضاً مخترعة عبقرية خلال الحرب العالمية الثانية!

ماذا اخترعت هيدي فعلياً؟

بالتعاون مع الموسيقي George Antheil، ابتكرت هيدي تقنية تعتمد على القفز الترددي (Frequency Hopping)، وهي طريقة لتغيير تردد الإرسال بسرعة بحيث يصعب على العدو اعتراض الإشارة أو التشويش عليها.

هذه الفكرة لم تُستخدم في وقتها، لكن بعد عقود أصبحت الأساس للعديد من تقنيات الاتصالات الحديثة (مثل البلوتوث وبعض أنظمة الاتصالات اللاسلكية).

لكن يجب توضيح نقطة مهمة: هيدي لامار لم تخترع الواي فاي نفسه، لكنها قدّمت مبدأً ساهم لاحقاً في تطوير الاتصالات الآمنة، ما اعتبره البعض جزءاً من الإرث العلمي الذي مهّد للعصر اللاسلكي.

إذن… من اخترع الواي فاي فعلياً؟

القصة الحقيقية تبدأ في التسعينيات داخل هيئة البحوث الأسترالية CSIRO. فريق بقيادة المهندس John O’Sullivan استطاع حل مشكلة كبيرة كانت تمنع الإنترنت اللاسلكي من العمل داخل المباني: ارتداد الموجات.

هذا الاكتشاف هو الذي سمح بتطوير معيار IEEE 802.11 الذي نعرفه اليوم باسم “Wi-Fi”.

لغز البلوتوث… لماذا اسمه “السن الأزرق”؟

اسم Bluetooth يبدو غريباً للغاية. فمن الذي يربط التكنولوجيا بالأسنان؟

القصة الحقيقية وراء الاسم

الاسم مستوحى من ملك الدنمارك والنرويج في القرن العاشر الميلادي: الملك هارالد بلوتوث (Harald Bluetooth).

هذا الملك اشتهر بقدرته على توحيد القبائل المختلفة التي كانت في صراع دائم. وعندما اجتمعت شركات التكنولوجيا (نوكيا، إنتل، إريكسون) عام 1997 للعمل على تقنية تربط الأجهزة ببعضها، قالوا:

“كما وحد الملك هارالد القبائل، ستوحد تقنيتنا الهواتف والكمبيوترات وسماعات الرأس.”

أما قصة “حب الملك للتوت الأزرق وصبغ أسنانه” فهي أسطورة شعبية غير موثقة، وليست مصدراً رسمياً للتسمية.

الفرق الحقيقي بين الواي فاي والبلوتوث

• الواي فاي: مثل منادٍ يصرخ بصوت عالٍ ليسمعه الجميع… مصمم لنقل الإنترنت لمسافات أكبر وبسرعات عالية.
• البلوتوث: مثل شخص يهمس في أذن صديقه… يعمل لمسافة قريبة ويستهلك طاقة قليلة، مثالي للسماعات والساعات الذكية.

الإيثرنت: الأخ الأكبر الأكثر انضباطاً

رغم انتشار الواي فاي، يبقى Ethernet هو الخيار المفضل للمحترفين واللاعبين والشركات الكبرى.

الاتصال عبر سلك الإيثرنت يشبه السير على طريق سريع ممهد بدون تقطيع، بينما الواي فاي يشبه طريقاً ترابياً قد تعرقله الجدران.

منظمة IEEE… سر التوافق بين جميع الأجهزة

قد تسأل: لماذا يتصل هاتف سامسونج براوتر من هواوي، وبسماعة من آبل؟

السر هو منظمة IEEE، وهي أشبه بـ”مجلس حكماء التكنولوجيا” الذي يضع القوانين والمعايير الموحدة حتى تتحدث جميع الأجهزة لغة واحدة.

المصادر الموثقة:

• United States Patent 2,292,387 – Secret Communication System (Lamarr & Antheil).
• Bluetooth SIG – Official History and Naming Documentation.
• CSIRO – The Development of Wi-Fi Technology.
• IEEE Official Website – WLAN Standards (802.11).